الثقة بالله هي اساس كل شيء جميل وعدم ثقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى هو اساس المصائب كلها...
ترى الإنسان يلهث وراء جمع وتخزين المال بشتى الوسائل خوفا من الضياع في متاهات المستقبل، ولا يهمه كيف يحصل على ذلك المال ... ورغم الأموال الكثيرة المخزنة من هؤلاء الناس تراهم غير سعداء وتحسبهم من طبقة البؤساء ممن تجوز لهم الصدقة...
والعكس صحيح، قد تجد إنسانا لا يعرف إن كان سيجد ما يتناوله في ذلك اليوم أم لا، ومع ذلك تجده سعيدا منشرحا لأن ثقته بالله أعظم وأكبر من صاحب الأموال الطائلة ...
ومن الأمثلة الجميلة في هذا السياق ...قصة رجل ذهب إلى عالم شاكيا إليه بأن الأجر الذي يتلقاه يوميا وهو أربعة دينارات لا تكفيه في معيشته اليومية، فقال له ذلك العالم اذهب إلى صاحب العمل واطلب منه خصم دينار واحد لتصبح ثلاثة دينارات، ولم يناقش ذلك الرجل الأمر وفعل ما أمره به... وعاد إليه في المرة الثانية شاكيا إليه أيضا بأن ثلاثة دينارات لا تكفيه فطلب منه ذلك العالم نفس الطلب. بمعنى الطلب من صاحب العمل خصم دينار آخر..
لكنه عاد إليه في المرة الثالثة منشرحا منبسطا بأن دينارين أصبحا كافيين...
فرد عليه العالم بأن ذلك المبلغ "دينارين" هو حقك فقط ، فقد كنت في المرات السابقة تغش صاحب العمل وتتلقى أجرا أكبر مما تستحق فنزعت منه البركة الإلهية...
وقصة النملة مع سيدنا سليمان، عليه السلام، قصة مشهورة... وهي أن سيدنا سليمان الذي آتاه الله العلم والحكمة وكان يعرف لغة النمل، رأى نملة بحوزتها حبة قمح واحدة تأكلها بالتمام...
فتوجه لله كيف لحبة قمح واحدة يوميا تكفي هذه النملة ؟
فطلب منه الله أن يتولى من الآن فصاعدا أمر هذه النملة. وأصبح سيدنا سليمان يقدم لها كل يوم حبة قمح. لكن سيدنا سليمان تعجب من أمر تلك النملة بعد أن رآها تأكل كل يوم نصف حبة القمح وتخزن النصف الآخر...
فطلب منها تفسيرا ، كيف كانت في السابق تأكل الحبة كلها والآن تترك نصفها ؟
فردت عليه "عندما كان الله يتولى أمري كنت مطمئنة أن خالقي لن ينساني أبدا في رزقي، لكن بعد أن توليت أنت أمري خفت أن تنساني وأضيع جوعا"...